-A +A
إبراهيم سنان
لماذا نخاف من أي كتاب ما دمنا نثق في أنفسنا؟. نثق في طريقة تربيتنا لأبنائنا ؟. نثق في أخلاق مجتمعنا وعاداته وتقاليده؟. نثق في مناهج تعليمنا؟. نثق في التزامنا بديننا؟.
بل لماذا نخاف من أي كتاب يكتبه رجل واحد ونحن نتعلم ونفهم من لجان وهيئات استشارية ومؤسسات تعليمية فيها آلاف الرجال؟.

لماذا نخاف من أي كتاب كلماته لن تكون أشد تأثيرا مما نسمعه ونراه في القنوات الفضائية؟. لماذا نخاف من أي كتاب مادام أكثر أولئك الذين يرتكبون المنكرات والجرائم أغلبهم لم يقرأ أي كتاب في حياته؟.
لماذا نخاف من أي كتاب ما دمنا مجهزين مسبقا بنظرية المؤامرة وأن كل العالم يريد إفسادنا وتخريب عقولنا؟.
لماذا نخاف من أي كتاب ونحن ممتلئون بالخوف والريبة وإساءة الظن تجاه كل الأفكار الغريبة علينا؟. لماذا نخاف من أي كتاب يكتبه رجل أخذنا منه موقفا مسبقا واتهمناه بأنه ليبرالي أو تغريبي أو أصولي متشدد أو إرهابي؟.
لماذا نخاف من أي كتاب إذا كان فهم القارئ هو الفيصل في تحديد صلاحية أفكاره فحتى القرآن فهمه البعض بطريقة تبيح لهم دماء المسلمين؟.
لماذا نخاف من أي كتاب إن كان لدينا من سيرد عليه وينتقده ويوضح عيوبه وأخطاءه؟.
لماذا نخاف من أي كتاب نعرف مؤلفه ومجتمعه وعقيدته وسيرته كاملة بعكس أولئك الذين يكتبون في الإنترنت بمعرفات وأسماء مستعارة؟.
لماذا نخاف من أي كتاب إذا كان المنع له يزيد عدد قرائه في مجتمع يؤمن بأن الممنوع مرغوب؟. لماذا نخاف من أي كتاب في مجتمع يحفظ ويتبادل نكت المحششين أكثر من اقتباسات الأدب والفكر؟. لماذا نخاف من أي كتاب في مجتمع تعداده بالملايين وحتى الجرائد فيه يقرأها مئات الآلاف فقط؟.
لماذا نخاف من الكتاب في مجتمع لا يقرأ؟. كل تلك أسئلة داهمتني بعد زيارة مخيبة لإحدى أشهر المكتبات لدينا وأتمنى أن أجد لها إجابة.